مدخل: الاقتداء.
درس: صلح الحديبية وفتح مكة دروس وعبر
المحور الأول: صلح
الحديبية، السياق والنتائج
1- أسباب صلح
الحديبية وسياقاته:
- من أهم أسباب
صلح الحديبية، تلك الرؤيا التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل البيت
الحرام معتمرا فقص ذلك على أصحابه وأمرهم بالتجهز للخروج للعمرة فاستبشروا لذلك
وتشوقوا لزيارة بيت الله الحرام بعد طول بعد بسبب منع المشركين وعدوانهم.
خرج رسول الله صلى
الله عليه وسلم فلما وصل ذي الحليفة أهل بالعمرة
ولبس الاحرام وأرسل بسر بن سفيان إلى مكة لاستطلاع أخبار المشركين، ثم تحرك حتى
وصل عسفان فجاءه بسر يخبره بخروج خالد بن الوليد بجيشه لمنع المسلمين من دخول
البيت، فاستشار النبي مع أصحابه وسلك بهم طريقا وعرا حتى لا يصطدم بجيش خالد حتى
وسل إلى الحديبية فبركت القصواء وبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنما حبسها
حابس الفيل، فارسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى قريش عثمان بن عفان رضي الله عنه
للتفاوض وإخبارهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يريد قتالا.
أشيع أن عثمان رضي
الله عنه قتل فجمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وبايعهم بيعة الرضوان وضرب صلى
الله عليه وسلم بيده مبايعا عن عثمان وقال: هذه يد عثمان. فكان ذلك شرفا له، وشرف
صلى الله عليه وسلم جميع من بايع تحت الشجرة فقال إنهم خير الناس وأنه لن يدخل
النار إن شاء الله أحد منهم.
كان السبب في وقوع
صلح الحديبية إذا:
- الرؤيا التي
رآها النبي صلى الله عليه وسلم فكانت السبب في الخروج إلى الحديبية.
- أن النبي خرج لا
يريد قتالا ولذلك خرج أولا دون سلاح حتى أشار عليه عمر في إرسال من يأتيه بالسلاح
من المدينة.
- بيعة الرضوان
التي كانت سببا في إرهاب قريش ومعرفتها بقوة المسلمين.
- ظن المشركون أن
الصلح سيضعف هيبة المسلمين ويعود على قريش بالخير.
2- نتائج صلح
الحديبية وبنوده:
وقع وثيقة صلح
الحديبية النبي صلى الله عليه وسلم مع عمرو بن سهيل في السادس للهجرة من شهر ذي
القعدة، وكان كاتبها علي رضي الله عنه فقل له النبي صلى الله عليه وسلم، أكتب: بسم
الله الرحمان الرحيم فاعترض سهيل وقال: والله لا نعرف ما الرحمان ولكن اكتب: بسمك
اللهم فكتبها علي بعد أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي أكتب: من محمد
رسول الله فقال سهيل: لو كنا نقر أنك رسول الله ما منعناك من دخول البيت، ولكن
أكتب: هذا ما تعاهد عليه محمد بن عبد الله.
وأتفق الطرفان على
بنود أهمها:
-
أن المسلمين يرجعون عن دخول البيت للاعتمار
إلى السنة المقبلة.
-
أن الهدنة بين الطرفين تستمر لمدة عشر سنين.
-
من أرد الدخول في حلف المسلمين دخل فيه ومن
أراد الدخول في حلف المسلمين دخل فيه.
-
من خرج من مكة إلى المسلمين دون إذن وليه فلا
يجوز لهم أن يقبلوه ومن خرج من المسلمين مرتدا إلى قريش وجب عليهم قبوله.
ومن نتائج صلح
الحديبية:
-
الاعتراف بكيان الدولة الإسلامية من طرف قريش
وغيرها من قبائل العرب.
-
تحقيق الرهبة في قلوب المشركين ودخول كثير من
زعمائهم في الإسلام كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص.
-
توفير الفرصة للدعوة إلى الله وبالتالي
انتشار الإسلام.
-
تفرغ المسلمين لليهود لتأديبهم ورد مكائدهم.
-
كان الصلح مقدمة لفتح مكة.
المحور الثاني:
فتح مكة دواعيه ونتائجه
1-
دواعي فتح مكة وأسبابها:
إثر نقض الصلح من
طرف قريش عند قتل بني بكر لعشرين رجلا من خزاعة فاستعد النبي صلى الله عليه وسلم
للخروج لتأديبهم والرد عليهم، وعمى الأخبار حتى لا يعلم أحد بخروجه، وخرج صائما في
عشرة آلف من الصحابة، فلما وصلوا إلى الكديد أفطروا.
لما وصل النبي صلى
الله عليه وسلم مر الظهران أمر الرسول بإيقاد النيران، فأوقدوا عشرة آلاف نار في
ليلة واحدة حتى ملأت الأفق، فكان لمعسكرهم منظر مهيب كادت تنخلع قلوب القرشيين من
شدة هوله.
ثم دخلوا مكة من
جهاتها الأربع ودخل الرسولُ محمدٌ
مكةَ وعليه عمامة سوداء بغير إحرام «وهو واضع رأسه تواضعًا لله، وهو يقرأ سورة الفتح
وكان ذلك صبح يوم الجمعة لعشرين ليلة خلت
من رمضان، سنة ثمانٍ من الهجرة.
وعند دخوله صلى
الله عليه وسلم مكة كسر الأصنام وعفى عن قريش عفوا عاما وقال:" لاتثريب عليكم
اليوم يغفر الله لكم"
2-
نتائج فتح مكة:
من أهم نتائج
الفتح العظيم القضاء على الشرك في تلك البقعة المقدسة وانتشار الإسلام ودخول الناس
فيه أفواجا والتمكن من إعلان الإسلام لمن كان يخفي إيمانه، وتحقق وعد الله لنبيه
بدخول المسجد الحرام في حالة من الأمن وعدم الخوف، وكسر كبرياء وأنفة زعماء قريش
كأبي سفيان وعكرمة.
المحور الثالث:
الدروس والعبر المستفادة من صلح الحديبية وفتح مكة:
1-
من صلح الحديبية:
-
من سمات المؤمن الوفاء بالعهود والتسامح مع
الناس وتجاوز الأحقاد.
-
الثقة بموعود الله مهما اشتدت المصاعب، وأن
الشدائد هي مصنع الأبطال.
-
الحرص على مصلحة الإنسانية ودعوتها إلى السلم
وتجنب الحرب.
-
للمرأة دور كبير في نصرة الدين والمشاركة في
حل القصايا الكبرى للأمة.
-
مشروعية التفاوض مع الدول غير المسلمة
ومشاركة المسلمين في المعاهدات الدولية إذا كانت ناصرة لحقوق الإنسان وكرامته.
-
مشروعية قضاء العمرة لمن أحصر عنها لسبب ما.
-
يجوز التنازل عما هو ليس من ثوابت الدين
وأصوله لتحقيق مصلحة أكبر.
-
القائد يجب عليه إتاحة الفرصة لكل الآراء
والتشاور مع أهل المشورة والحكمة.
2-
من فتح مكة:
-
الظلم والطغيان مهما اشتد وطغى فهو إلى زوال.
-
المسلم يتجنب سفك الدماء بدعوى هداية الناس.
-
الإسلام دين العفو والسماحة والتواضع لله
وتجنب الكبر والتجبر في حالة النصر.
-
التحلي بخلق الحلم وهو العفو عند المقدرة.
-
الذكاء في القيادة ومحاولة استمالة قلوب
الأعداء ودعوتهم إلى الله بفطنة وحكمة.
-
الإستعانة بالسر والكتمان وتعمية الأخبار في
الأمور المصيرية.
-
مشروعية السفر في رمضان، وجواز الفطر
والصيام.
-
وجوب كسر الأصنام والتماثيل التي تعبد من دون
الله وإبعادها عن المساجد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق