مدخل الاقتداء: النبي صلى الله عليه وسلم في بيته

مدخل الاقتداء:

 النبي صلى الله عليه وسلم في بيته

1-    محمد صلى الله عليه وسلم الرسول الإنسان:

تتجلى إنسانية النبي صلى الله عليه وسلم في الآتي:

-         أخلاقه صلى الله عليه وسلم من تواضع وحلم وكرم... حيث وصفه ربه سبحانه فقال:(وإنك لعلى خلق عظيم) ، والتخلق هو الصفة الملازمة للإنسان المحددة لإنسانيته فإذا فقد أي إنسان أخلاقه فقد إنسانيته.

-         بشريته صلى الله عليه وسلم قال الله سبحانه:(قل إنما أنا بشر يوحى إلي) الكهف: 110. وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كلم رجلا فخاف وارتعد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد"

2-   سمو أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في معاملة أهل بيته:

كان رسول الله ﷺ أكثر الناس تخلقا في بيته حيث قال:"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" وقال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس تعاملا مع زوجاته من خلال:

-         العدل بينهن من الناحية المادية فكان يبيت عند كل واحدة منهن ليلة وإذا أراد لسفر قرع بينهن فأي واحدة طلع سهمها صحبها معه في السفر.

-         كان صلى الله عليه وسلم يمازحهن ويلاطفهن ويعاملهن بود فقد سابق عائشة فسبقته ثم سابقها مرة أخرى فسبقها فقال: هذه بتلك.

-         كان يشتغل في البيت فيعينهن قالت عائشة رضي الله عها:"ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بشرا من البشر يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه" وفي رواية "ويخصف نعله".

-         لم يعب صلى الله عليه وسلم طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه.

أما تعامله مع الأبناء والصغار والخدم فكالآتي:

-         كان معهم نموذجا في المعاملات الطيبة، قالت عائشة رضي الله عنها:"ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا وحديثا برسول الله صلى الله عليه وسلم في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: وكانت إذا دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت له فقبلته وأجلسته في مجلسها"

-         قال أنس رضي الله عنه:"خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما ضربني قط ولا قال لشيء فعلته لم فعلته وما قال لشيء لم أفعله لم لم أفعله"

3- تجلي إيمان المؤمن وقيمه في معاملته لأهل بيته:

يعتبر التعامل الأخلاقي مع الأهل وفي البيت معيارا للتخلق الحسن يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:"خيركم خيركم لأهله" ويعتبر فوق ذلك دلالة على كمال الإيمان والدليل على ذلك قول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم:"أكرم المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنساهم"  وقرن الله طاعة الوالدين بطاعة الله فقال سبحانه:(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا).

لذا وجب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهل بيته وفي كونه في مهنة أهله وفي علاقته مع جيرانه.