حق الله: الوفاء
بالأمانة والمسؤولية
المحور
الأول: ميزة الحق في الإسلام (حق النفس وحق الغير ... هي حقوق الله تعالى)
1- مفهوم الحق:
في اللغة: من حق يحق إذا ثبت ووجب
وفي الاصطلاح هو: كل ما ثبت على الإنسان لله أو للغير بموجب
الشرع تحقيقا لعبودية الله وتحصيلا لكرامة الإنسان ومصلحته.
2- وأنواع الحقوق:
حق الله: وهو ما
يجب لله من توحيد وطاعة واجتناب للشرك والمعصية.
حق النفس: وهو ما
يجب للنفس من حفظ وإصلاح بفعل ما ينفعها والابتعاد عما يضرها.
حق الغير: ما يلتزم
به الإنسان تجاه غيره من الناس والكائنات كلها فهو حق الكون كله.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم كلا من حق الله على
عباده وحق العبد على ربه فقال صلى الله عليه وسلم:"حَقُّ
اَللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا،
وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اَللَّهِ أَنْ لا يُعَذِّبَ مَنْ لا يُشْرِكُ بِهِ
شَيْئًا"
3- ميزة الحقوق
في الإسلام
وتكمن في:
-
أن الإسلام اقر هذه الحقوق قبل كل التشريعات
الحديثة
-
اعتبرها حقوقا أصيلة وفطرية تولد مع الإنسان
-
لا يجوز تعطيلها أو الإعتداء عليها أو
التنازل عنها لأنها ملزمة شرعا
-
شاملة لكل المجالات متكاملة فيما بينها بحيث
يعد أداء حق النفس وحق الغير أداء لحق الله وخيانة ذلك خيانة لله ورسوله قال
تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا
الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون)
المحور
الثاني: الوفاء بالأمانة والمسؤولية، المفهوم والتجليات.
1- مفهوم الوفاء
بالأمانة والمسؤولية وحقيقتها
الوفاء بالأمانة: أداؤها إلى مستحقيها شرعا.
الأمانة لغة: مشتقة من الأمن وهي ضد الخيانة واصطلاحا
هي: هي كل حق لزمك أداؤه
وحفظه سواء كان مالا أو دينا أو عرضا.
المسؤولية:
في اللغة: مشتقة من السؤال وفي الاصطلاح الأمانة التي تحملها الإنسان البالغ
العاقل ويحاسب عليها من الله في الآخرة وشرعا وقانونا في الدنيا.
فالإنسان مسؤول أمام الدولة عن تطبيق
القانون سواء كان أسريا أو مدنيا أو جنائيا مسؤول أمام المجتمع عن إلتزام الأخلاق
الحميدة وما تعارف عليه الناس مما هو موافق للشرع مسؤول أمام أسرته مسؤول في
إدارته محاسب يوم القيامة عن كل ذلك.
وهي واجبة بالشرع قال تعالى (ولتسألن عما
كنتم تعملون). وقال سبحانه: (وقفوهم إنهم مسؤولون) وقال صلى الله عليه وسلم:"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..."
2-
تجليات
الوفاء بالأمانة والقيام بالمسؤولية:
-
حفظ الدين قياما بالواجبات واجتنابا لما حرم الله.
-
حفظ النفس بالقيام بما ينفعها واجتناب ما يضر بها ويهلكها.
-
حفظ الأعراض بالابتعاد عن الخيانة والفاحشة
-
حفظ العقل من المسكرات والأفكار الخرافية والإلحادية وغيرها
-
حفظ المال باكتسابه بطرق مشروعة وإنفاقه فيما أحله الله.
-
شكر النعم بالاستعانة بها على طاعة الله وتجنب استخدامها في معصيته قال تعال:(ثم لتسألن يومئذ عن النعيم).
-
مسؤولية الكسب وأعماله وكل حركاته وسكناته قال صلى الله عليه وسلم:" لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن
عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن
مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ"
-
مسؤولية الإنسان عن
علاقته بالغير بأداء حقوق الوالدين وحقوق الإخوة وحقوق الجوار وحق عابر السبيل
وحقوق المعلمين والمربين...
المحور الثالث: الوفاء
بالأمانة والمسؤولية أساس نشر الثقة وشرط نماء المجتمع وصلاحه
لما كانت الأمانة ربانية خلقا ربانيا موافقا
لفطرة الإنسان مسؤولا عنه أمام الله سبحانه قبل أن يكون مسؤولية اجتماعية أمام
المجتمع أو حقوقية أمام الدولة فإن له أثرا كبيرا على النفس والمجتمع يظهر ذلك
الأثر فيما يأتي:
-
كمال الإيمان وحسن الإسلام والنجاح في الابتلاء والاختبار الرباني
الأكبر الذي هو تحمل الأمانة.
-
قيام الكون بما فيه من سماوات وأراضين وحفظه واستمراره فما دام
الإنسان قائم بأمانته الموكل بها فإن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا.
-
إشاعة المحبة بين الناس وبث الثقة في نفوسهم ونزع أسباب المكر والغل
والخديعة.
-
حفظ حقوق الناس وتحقيق التنمية الاقتصادية خاصة والبشرية المنشودة
عامة.
والنتيجة: بناء الفرد الصالح الذي يبني
المجتمع المطمئن الصالح.
شكرا على المجهودات القيمة
ردحذفشكراا
حذفما شاء الله عليكم
ردحذفTfo
ردحذف