أعلان الهيدر

الثلاثاء، 21 فبراير 2017

الرئيسية مدخل الحكمة: الكفاءة والاستحقاق أساس التكليف

مدخل الحكمة: الكفاءة والاستحقاق أساس التكليف

الحكمة:
الكفاءة والاستحقاق أساس التكليف

نتيجة بحث الصور عن الخبرة والمعرفة 

أهداف الدرس:
- معنى التكليف وتحمل المسؤولية من المنظور الشرعي.
- مفهوم الكفاءة والاستحقاق والعلاقة بينهما.
- مبادرة الكفء لخدمة الصالح العام.
المحور الأول: مفهوم التكليف وتحمل المسؤولية من منظور شرعي
1-   مفهوم التكليف
التكليف في اللغة: طلب ما فيه كلفة.
وفي الاصطلاح: إلزام كل إنسان بالغ عاقل بأداء الأوامر والامتناع عن النواهي الشرعية طاعة لله ورسوله.
2-   شروط التكليف:
-         علم المكلف بما كلف به قال تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)
-         القدرة على فهم الخطاب الشرعي بتوفر العقل والتمييز.
-         القدرة على فعل المكلف به قال تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)
المحور الثاني: مفهوم الكفاءة والاستحقاق والعلاقة بينهما:
1-   مفهوم الكفاءة والاستحقاق:
أ‌-       مفهوم الكفاءة:
في اللغة: المثل والند والمساوي
وفي الاصطلاح: هي القدرة والاستعداد لتحمل المسؤولية والقيام بها باتقان وجودة في مجال من مجالات الحياة
ب‌- مفهوم الاستحقاق:
في اللغة ثبوت الحق ووجوبه
وفي الاصطلاح: صلاحية الإنسان لأن تثبت له حقوق وتجب عليه واجبات. وتسمى أهلية.
       النتيجة أن العلاقة بين الكفاءة والاستحقاق علاقة ترابط شرطي بحيث إن الكفاءة شرط الاستحقاق.
2-   أسس الكفاءة ومظاهرها:
-         العلم والخبرة: إذ بالعلم يرتبط التكليف والعلم والخبرة والمهارة معيار تحمل الأمانة والمسؤولية وبذلك وبالأمانة استحق يوسف عليه السلام تحمل مسؤولية التدبير المالي والاقتصادي للدولة قال تعالى: (قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)
-         حسن الخلق والاستقامة والمحافظة على الأمانة وأداؤها لمن يستحقها وفي الوقت التي تستحق فيه
-         القوة وهي القدرة على اتخاذ القرار وفعل ما يجب في الوقت المناسب وتنفيذ ذلك بحكمة وروية وقد تكون القدرة قدرة علمية أو خبرة صناعية أو مكنة عسكرية... قال تعالى: (إن خير من استاجرت القوي الأمين)
3-   الاستحقاق أساس التكليف والاصطفاء في المنهج القرآني.
حب التمكن من الرئاسة والقيادة والمسؤوليات العظمى أمر منغرز في الشهوة الإنسانية على اعتبار أنها وسيلة للحصول على ما يلبي شهوات الإنسان وأهوائه ورغباته لكن هذا التشريف الذي هو في أصله تكليف إنما يرتبط بالاستحقاق والكفاءة لا بالنفوذ المالي ولا بامتلاك الجاه والحسب والنسب.
فالنبوة مثلا اصطفاء رباني أساسه الاتصاف بالأخلاق الحسنة والعصمة من الرذائل والقوة الشاملة قال تعالى: (الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس)
والملك لا يجوز أن يكون أساسه امتلاك المال أو النفوذ والجاه قال تعالى: (قالوا أنا يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال) وقال المشركون: (لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم)
المحور الثالث: مبادرة الكفء لخدمة الصالح العام
يشكل المرفق العمومي سواء في مجال التعليم العمومي أو الرعاية الصحية أو المواصلات أو الخدمات الإدارية أو القضائية أو المؤسسات الاستراتيجية العامة... عصب مصالح المجتمع والأمة بالإضافة إلى هياكل المجتمع المدني من جمعيات وتعاونيات... ولذلك ينبغي أن يتولى تسيير هذه الوظائف من توفرت فيه شروط الأهلية الكفاءة لخدمة الصالح العام وتحقيق العدل وضمان استقرار المجتمع ورقيه، والإمتناع عن استخدام معايير غير معيار الكفاءة من رشوة أو نفوذ مالي أو سياسي لأن ذلك يعد خيانة للأمانة ويؤدي إلى انتشار الظلم والفسد وضياع حقوق الناس وتكريس مزيد من التخلف.
ولذلك لما سأل أبوذر رضي الله عنه – وهو من هو في الصلاح والزهد والعلم والخُلق – الرسول – عليه السلام –  لماذا لا يستعمله ( أي يوليه وظيفة عامة )، قال له : (( يا أباذر! إنك ضعيف ، وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها )) رواه مسلم.
ولا بأس في الفقه الإسلامي من طلب المسؤولية لمن استحقها بدليل أن أبا ذر رضي الله عنه طلب المسؤولية ويوسف عليه السلام طلبها فقال للملك اجعلني على خزائن الأرض.



هناك 8 تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.