مدخل القسط
حق الغير: العفة والحياء
المحور
الأول: العفة والحياء: المفهوم والأنواع والتجليات:
1- مفهوم العفة وأنواعها وتجلياتها:
أ- مفهوم العفة: لغة: الكف والامتناع، واصطلاحا: حصول حالة للنفس تترفع بها
عن الفواحش والمحرمات الشهوات المنحطة قولا وفعلا.
ب- أنواع العفة: عفة النفس: وتتحصل بتهذيب النفس وتربيتها على
الفضيلة. وعفة البطن: وتتجلى في تجنب أكل الحرام وابتغاء الحلال. وعفة
الجوارح: وتتحصل بتسخيرها فيما يرضي الله تعالى.
ج- مظاهرها وتجلياتها: القناعة، الحرص على الكسب الحلال، الصدق في القول
والعمل، غض البصر، اللباس الشرعي...
2-مفهوم الحياء وأنواعه وتجلياته:
أ- مفهوم الحياء: الحياء لغة مشتق من الحياة، وهو دال على الحشمة
والوقار، واصطلاحا: انقباض النفس عن القبائح والفزع منها خوفا من الله ومحبة
وتعظيما له.
بـ- أنواع الحياء: ينقسم الحياء إلى قسمين: حياء فطري: أي غريزي، ويولد مع
الإنسان. وحياء مكتسب: ويكتسبه الإنسان بفضل معرفته لربه فيمتنع عن فعل المحرمات
تعظيما له عز وجل، مثل حياء عثمان رضي الله عنه.
ج- تجليات الحياء: العفة، الحياء من الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب
نواهيه، والحياء من الناس بكف الآذى عنهم والإساءة إليهم، والحياء من النفس بتجنيبها
المعاصي والآثام في السر والعلن...
المحور الثاني: علاقة العفة بالحياء في القول والعمل:
العفة والحياء خلقان متلازمان،وبينهما تكامل وانسجام،
وبهما يرتقي المؤمن إلى مراتب الإحسان في القول والعمل. فلا عفة بدون حياء ولا
حياء بدون عفة. يقول علي رضي الله عنه: "على قدر الحياء تكون العفة" والحياء
جالب للخير والعفة مظهر من مظاهره وعلامة عليه، فهي متفرعة عنه، ويقول صلى الله
عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير)، ويقول أيضا: (الحياء والإيمان قرناء جميعا،
فإذا رفع أحدهما رفع الآخر).
المحور الثالث: العفة والحياء أساس تحصين الفرد
والمجتمع:
لا يقوم مجتمع نقي صالح حتى تحتل فيه القيم منزلتها
الرفيعة في سلوك الفرد والمجتمع، ومن هذه القيم خُلُقَا الحياء والعفة، باعتبارهما
عماد الأخلاق، ومن مقومات صلاح الفرد وتقدم المجتمع:
-
حصانة المجتمع من الفاحشة والرذيلة، قال تعالى: (ولا
تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن). الأنعام 152.
-
تأمين سلامة المجتمع من انتشار الأمراض والآفات.
-
تشجيع الأفراد المجتمع على التقوى، والكف عن الانقياد
وراء شهوات النفس وأهوائها، قال تعالى: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى
فإن الجنة هي المأوى) النازعات 39-40.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق