مدخل الحكمة:
وقاية المجتمع من تفشي الفواحش
1- مفهوم
الفاحشة وحكمها:
الفاحشة لغة: اسم لكل ما تفاحش من الذنوب والمعاصي،
واصطلاحا: ما عظم قبحه من الأقوال والأفعال، وتطلق في القرآن كناية عن الزنا قال تعالى:(ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا)
الإسراء:31.
وحكمها التحريم لقوله
تعالى:(قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها وما بطن) الأعراف 33.
2-تميز
المنهج الإسلامي في محاربة الفاحشة:
حارب الإسلام الفواحش
وكان له منهج متميز في ذلك إذ منع الأسباب التي تؤدي إلى الفاحشة والطرق التي تسهل
ارتكابها فقال تعال:(ولا تقربوا الزنا ...)
ولم يقل ولا تزنوا وقال:(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة
في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) النور:19. وليس الذين
يشيعونها فقط. ولذلك فقد حرم الخلوة والتبرج والخضوع بالقول وأوجب غض البصر وحرم عمل
قوم لوط والأسباب المؤدية إليه كتشبه الرجال بالنساء ودعا إلى التفريق بين الأطفال
في المضاجع...
3-أساليب
وقاية المجتمع من الفاحشة:
يؤدي تفشي
الفاحشة وإعلانها بمختلف الوسائل إلى خراب المجتمع وفساده ودماره وانتشار مختلف
الأمراض فيه، قال صلى الله عليه وسلم:(لم تظهر
الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في
أسلافهم الذين مضوا...)، لذلك فقد واتخذ الإسلام عدة تدابير للوقاية من
الفاحشة منها:
- تطهير النفس من
سوء الظن والوسواس، قال تعالى:(ياأيها الذين أمنوااجتنبوا
كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم) الحجرات:12.
-
التربية الإيمانية التي تغرس الغيرة على محارم الله
وترسخ قيم العفة والفضيلة وتستحضر الرقابة الإلهية في كل فعل وقول.
-
الامتناع عن نشر كل أشكال الفواحش والمعاصي، وعدم
استغلال وسائل الإعلام المتاحة اليوم في ذلك، كالفايسبوك والتويتر والواتساب...ونشر
الفاحشة يعتبر قذفا وهو من الجنايات على العرض.
-
تشجيع الشباب على الزواج وتيسير سبله، وتطبيق العقوبات
الزجرية صونا للأعراض والأموال.
-
غرس قيم العفاف والشرف بأساليب متعددة ومعاصرة تؤدي إلى تحبيب
العفاف للشباب وتزيينه لهم.
4-التحلي
بفضائل الأخلاق وبَثِّها في المجتمع درءا للفاحشة:
تعتبر الأخلاق أهم عنصر
لتكوين الفرد المثالي والأسرة السليمة والمجتمع الراقي، من أجل ذلك حرص الإسلام
على تهذيب المجتمع بالأخلاق والفضائل حتى يتجنب انتشار الفواحش، لأن انهيار
الأخلاق مُوذِنٌ بتفشي الفتنة والجريمة والرذيلة، كما أن التمسك بالفضائل سياج رادع يصد النفس عن كل انحراف وانزلاق إلى مهاوي
الرذيلة، وبها تنتشر بوادر المحبة والمودة والصدق والحياء والعفة... سيرا على هدي قوله تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)،
واقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم القائل:(أكمل
المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق