أعلان الهيدر

الثلاثاء، 28 فبراير 2017

الرئيسية مدخل التزكية: الإيمان والعلم.

مدخل التزكية: الإيمان والعلم.



مدخل التزكية: الإيمان والعلم
 صورة ذات صلة


المحور الأول: مفهوم العلم ومكانته في الإسلام.
1-   مفهوم العلم لغة واصطلاحا.
أ‌-       العلم في اللغة: الإدراك وهو ضد الجهل.
ب‌-  وفي لاصطلاح: مجموع المعارف المكتسبة عن طريق البحث والتجربة والتأمل والمشاهدة أو التلقي للوحي والتي يصل بها الباحث الى مستوى الإحاطة بالأصول والفروع في حقل من حقول المعرفة المادية أو الإنسانية أو الشرعية.
2-   أنواعه ومقاصده.
أ‌-       أنواعه: ينقسم إلى علم مادي كوني مصدره التجربة وعلوم إنسانية مصدرها المشاهدة والاستقراء وعلوم شرعية مصدرها الوحي.
ب‌-  مقاصده: نيل مرضاة الله والوصول إلى الحق وإصلاح حال الإنسان وتنميته.
3-   مكانة العلم في الإسلام.
-         العلم يرفع صاحبه ويعلي مكانته عند الله: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) سورة المجادلة الآية: 11، وقال تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، إنما يتذكر أولوا الألباب) سورة الزمر الآية:  9.
-         أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن هو الأمر بالقراءة التي هي مفتاح العلم قال تعالى:(اقرأ باسم ربك الذي خلق) سورة العلق الآية: 1.
-         جعل الله لأهل العلم فضل الوراثة النبوية قال صلى الله عليه وسلم:"العلماء ورثة الأنبياء، ألا وإن الأنبياء لم يرثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به فقد خذ بحظ وافر" صحيح مسلم.
-         العالم تضع الملائكة له أجنحتها ويستغفر له كل شيء قال النبي صلى الله عليه وسلم:"وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رضا بما يصنع، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْمَاءِ" صحيح مسلم.
لكل ذلك رأينا اهتمام المسلمين في عصور ازدهار الإسلام اهتماما كبيرا بالعلم من خلال بناء الجامعات وترجمة الكتب وإنشاء الأوقاف، وتطوير العلوم سواء كانت مادية تجريبية أو إنسانية أو عقلية أو شرعية... بل إنهم قد ابدعوا كثيرا من العلوم منها علم الاجتماع وعلم النفس وعلم مقارنة الأديان...
المحور الثاني: علاقة العلم بالإيمان.
1-   الهداية إلى الإيمان الحق والدين الحق.
العلم يهدي إلى الإيمان ويثبته ويوصل إلى الحق ويرسخ اليقين بالغيب الذي أخبر الله تعالى به في كتابه العزيز:(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) سورة فصلت : الآية: 53، ونرى في التاريخ المعاصر كيف أسلم كثير من علماء الفيزياء والبيولوجيا والصيدلة والفلك... لوقوفهم على إعجاز القرآن وتبين الآيات لهم.
2-   العلم يصحح الإيمان.
حيث لا يمكن أن يكون الإيمان صحيحا بدون علم لأن الله لا يعبد عن جهل ولأن العقيدة الصحيحة لا تثبت عن طريق التقليد إذ لا بد لها من استدلال ولذلك استدل يوسف عليه السلام لصاحبيه السجن بالبرهان العقلي على وجود الله وضرورة الإيمان به.
3-   العلم يرسخ الإيمان ويقويه.
بعد تحصيل الإيمان وتصحيحه فهو يحتاج إلى ترسيخ وتقوية ذلك لأنه يزيد وينقص كما رأينا في درس (الإيمان والغيب) فانظر إلى قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام قال تعالى:(إذ قال رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تومن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) سورة البقرة الآية: 260. فكان طلبه علم إحياء الموتى من أجل تقوية الإيمان. والعلم هو الذي يؤدي إلى خضوع القلب وخشوعه بالإيمان يقول تعالى:(إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا) ويزيد من خشية العلماء لربهم يقول الله:(إنما يخشى الله من عباده العلماء) سورة فاطر الآية: 28.
لهذا وجب على الإنسان المؤمن أن يكون دائم الصلة بالعلم حتى يبقى دائم الصلة بنور الإيمان فهذا حنظلة رضي الله عنه يفتقد حلاوة الإيمان فيقصد النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وما ذاك؟." قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده؛ إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات."
4- الإيمان يحتاج إلى عمل والعمل يحتاج إلى العلم.
كان صحابة رسول الله صلى الله عليه يطبقون كل ما يعلمونه ويعلمون حق العلم أن الإيمان لا يصح ولا يكتمل إلا إذا وافقه العمل وقد رباهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك قال تعالى:(كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) سورة البقرة الآية: 150. وكتب البخاري في صحيحه (باب العلم قبل القول والعمل) لكل ذلك فلا يمكن أن يذوق حلاوة الإيمان إلا من جمع بين الثلاثة العلم والإيمان والعمل.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يربيهم أن العمل يحتاج إلى العلم ويصحح به فعن جابر قال: خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه ثم احتلم فسأل أصحابه فقال هل تجدون لي رخصة في التيمم فقالوا ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء فاغتسل فمات فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك فقال:"قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال إنما كان يكفيه أن يتيمم"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.