أعلان الهيدر

الجمعة، 31 مارس 2017

مدخل التزكية: الإيمان والفلسفة



مدخل التزكية: الإيمان والفلسفة   

صورة ذات صلة
  لا تعارض بين الإيمان والفلسفة
محددات المقارنة
الفلسفة
الإيمان
المقارنة

المفهوم
- محبة الحكمة لذاتها
- البحث في العلل الأولى
- البحث في حقائق الأشياء
    تعريف مضطرب ومتعدد          بتعدد الفلاسفة
التصديق الجازم بالقلب مع التفاعل الوجداني الذي يترجم إلى عمل جوارحي
      تعريف منضبط

تغاير
اختلاف

المجالات
- مبحث الوجود
- مبحث المعرفة
- مبحث القيم
- الميتافيزيقا
- اللاهوت
- مبحث العقيدة (علم الكلام)
- مبحث الشريعة (العبادت والمعاملات)
- مبحث الأخلاق (القيم)


تداخل


المنهج
- تفكير عقلاني منطقي
- تفكير نقدي
- إثارة السؤال
- تفكير عقلاني منطقي
- تفكير اجتهادي نقدي
- تلقي وحياني (أي من القرآن والسنة الصحيحة)
علاقة عموم وخصوص
منهج الدين أعم من منهج الفلسفة لأنه يزيد عليه التلقي الوحياني

الغايات
الوصول إلى الحقيقة
نماء الوعي

الوصول إلى الحقيقة
تنقية الفكر والاعتقاد من الخرافات
التقرب إلى الله والعمل بمقتضى أوامره

تداخل
الفلسفة تركز على النظر والإيمان يركز على العمل

النتيجة:
ليس هناك تعارض بين الفلسفة والإيمان ولا انفصال بينهما بل هما متداخلان ومتكاملان ولذلك كتب ابن رشد كتابه (فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال) وبين فيه أن الحق لا يضاد الحق بل يوافقه وأن الحكمة هي الأخت الرضيعة للشريعة. إلا أن الفلسفة تعلي من شأن العقل والإيمان يجعل العقل مسددا بالوحي ونوره يشع من القلب كما قال تعالى:(أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) الحج: 46. والفلسفة تركز على النظر بينما يركز الإيمان على العمل.
2-   المنهج الفلسفي وأثره في تطوير العقل:
النظر الفلسفي هو نظر عقلي بالدرجة الأولى، نظر يعلي من شأن العقل خاصة مع الفلسفة الحديثة التي دشنها ديكارت، ويتطور التفكير العقلي ويرشد بالاعتماد على عدة أسس وقواعد أهمها:
-         النقد وإثارة السؤال وعدم الوثوق بالأفكار الجاهزة قبل فحصها، واستخدام بمبدأ الشك المنهجي.
-         الإستدلال على الأفكار قبل الاعتقاد بها.
-         التعليل أي البحث في الأسباب والعلل.
-         التنظيم والنسقية في التفكير وتجنب العشوائية.
وقد دعا القرآن الكريم إلى استخدام العقل وتنميته فقال تعالى:(فاعتبروا يا أولي الابصار) الحشر: 2. (أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء) الأعراف:185.
3-   أثر المنهج الفلسفي في ترسيخ الإيمان
المنهج العقلاني الفلسفي له أثر كبير في تحصيل الإيمان وترسيخه:
- أنه لا يصح الإيمان بالتقليد باتفاق العلماء جميعا، بل لا بد في إثباته من اجتهاد وتثبت منطقي برهاني، فقضايا الإيمان قابلة للتعقل والبرهنة فقط.
- أن منهج الفلسفة بالأساس منهج إيماني قال ابن رشد:"إن فعل الفلسفة ليس شيئا أكثر من النظر في الموجودات واعتبارها من جهة دلالتها على الصانع" ويقول ديكارت:"أرى أن جميع من أنعم الله عليهم بنعمة العقل يجب أن يستعملوه قبل كل شيء في محاولة معرفة الله ومعرفة أنفسهم".
- أن كبار الفلاسفة يهتمون بأدلة الإيمان وأهمها أدلة وجود الله وقدرته؛ أرسطو وديكارت وهيجل وباسكال... فمثلا ديكارت يصل إلى أن يقينية وجود الله أكثر من يقين براهين الرياضيات.
- أن القرآن الكريم في استدلاله على قضايا الإيمان يستخدم الأدلة العقلية البرهانية ويرشد إليها كدليل التمانع الذي استخدمه يوسف عليه السلام لإقناع السجينين وقصة إبراهيم عليه السلام الذي طلب من الله أن يريه كيف يحي الموتى لأجل اطمئنان قلبه بالإيمان وقوله تعالى في حقه: (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين) الأنعام 75. وهذا ما نجده أيضا في منهج جميع الأنبياء وعلى رأسهم سيدنا محمد ﷺ فقد أمره ربه بمجادلة الناس ومحاجتهم بالتي هي أحسن وكان يخلوا بنفسه للتأمل والتفكر حتى قبل البعثة.
- أن القرآن الكريم يأمرنا بالتفكر والسير في الأرض والنظر حتى يزداد إيماننا بالله ويقوى فقد تكررت فيه عبارات: التفكر والنظر التعقل والآيات والمحاجة والمجادلة... وغيرها مما له صلة بالمنهج العقلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.